فى ضوء أن عام 2022 عاما للمجتمع المدنى و إيمانا منا بضرورة مساندة الدولة المصرية فى تبنى الموضوعات و القضايا الهامة التى تتماشى مع رؤية مصر 2030 و إستعدادا لعقد مصر للمؤتمر العالمي للمناخ فى نوفمبر 2022 بمدينة شرم الشيخ تم تنفيذ حلقة نقاشية بعنوان" التغيرات المناخية التهديدات وسبل المواجهة" وذلك يوم الأربعاء الموافق 16 مارس تمام الساعة الرابعة عصراً ولمدة ثلاث ساعات، بضيافة الأستاذ الدكتور/ طارق أحمد تمراز .. أستاذ البيئة البحرية والتلوث ،مدير برنامج ماجستير إدارة التغيرات المناخية بجامعة قناة السويس

حيث بدأ الدكتور " تمراز" الجلسة بتعريف"التغير المناخ" كما عرفته الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغيُّر المناخ  IPCC على أنه تغيُّر في حالة المناخ والذي يُمكن معرفته عبر تغييرات في المعدل أو المُتغيِرات في خصائصها والتي تدوم لفترة طويلة، عادة لعقود أو أكثر، ويُشير إلى أي تغيُّر في المناخ على مر الزمن، سواء كان ذلك نتيجة للتغيُّرات الطبيعية أو الناجمة عن النشاط البشري"..

 

و من ضمن النقاط التى تم تناولها هي الفرق بين مصطلح " التخفيف" و "التكيف" حيث يُقصد بــ" التخفيف" به الحد من انبعاثات غازات الاحتياس الحرارى من مختلف القطاعات عن طريق استخدام تكنولوجيا نظيفة ، استبدال الوقود ، استخدام الطاقات المتجددة (الرياح - الشمس - المساقط المائية - والحيوبة). أما "التكيف" فيُقصد بهالاستجابة لمردودات التغيرات المناخية والتعايش مع الظروف الناتجة عن تلك الظروف مثل استنباط سلالات جديدة من المحاصيل التي تتحمل الملوحة ودرجة الحرارة العالية ، الاستخدام الأمثل للموارد المائية من خلال تطبيق سياسات المقتتات المانية وترشيد الاستهلاك .

 

و أضاف " تمراز" إلى أن أسباب التغير المناخي منها ما هو أسباب طبيعية و أخري صناعية من فعل البشر ، الطبيعية مثل ثورات البراكين حيث ينبعث منها الغازات الدفيئة بكميات هائلة مثل:  بركاني ايسلندا، وتشيلي، و العواصف الترابية في الأقاليم الجافة وشبه الجافة التي تعاني من تدهور الغطاء النباتي، وقلة الزراعة والأمطار، ومن أمثلتها رياح الخماسين وما تثيره من غبار عالق في الجو، وظاهرة البقع الشمسية وهي ظاهرة تحدث كل 11 عام تقريبا نتيجة اضطراب المجال المغناطيسي للشمس مما يزيد من الطاقة الحرارية للإشعاع الصادر منها، و الأشعة الكونية الناجمة عن انفجار بعض النجوم حيث تضرب الغلاف الجوي العلوي للأرض، وتؤدي لتكون الكربون المشع..

أما الصناعية فهي تلك المسببات الناجمة عن الأنشطة البشرية وترتبط بالنمو السكاني المت ا زيد بالعالم مثل: الغازات المنبعثة من الصناعات المختلفة كتكرير النفط و انتاج الطاقة الكهربائية ومعامل إنتاج الأسمنت ومصانع البطاريات، وعوادم السيارات والمولدات الكهربائية، ونواتج الأنشطة الزراعية كالأسمدة والأعلاف وعمليات إزالة الغابات والأشجار التي تعتبر أكبر مصدر لامتصاص غازات الاحتباس الحراري خاصة غاز ثاني أكسيد الكربون، و الغازات المنبعثة من مياه الصرف الصحي خاصة الميثان الذي يعتبر أكثر خطرا بعشرة أضعاف من غاز ثاني أكسيد الكربون.

 

و أشار تمراز أن للتغير المناخي عدة مردودات على المدى البعيد وتتمثل في

1. تؤدي الى اختلال النظام الحيوى للكرة الأرضية بوجه عام .
2. زيادة متوسط درجة حرارة الغلاف الجوي .
3. ذوبان القطبين (ارتقاع مستوى أسطح البحار والمحيطات) غرق الدول الجزرية والدلتا .
4. اختلال أنماط الأمطار ونويات من الفيضان والجفاف.
5. التأثير السلبي على إنتاجية الأراضي الزراعة وزيادة احتياجاتها المائية .
6. التأثير السلبي على الصحة العامة وانتقال الأمراض الوبائية .
7. التأثير السلبي على الثروة السمكية .
8. انخفاض الدخل القومي الناتج من السياحة نتيجة تغير الظروف المناخية ، غرق الشواطئ ، ابيضاض الشعاب المرجانية ، التأثير السلبي على الآثار.

 

و قد أوضح " تمراز" أن الدولة المصرية قامت بالعديد من الجهود و تنفيذ عدد من المشروعات القومية الكبيرة على مستوى التتخفيف و التكيف، و أن على المجتمع المدنى توحيد جهوده لمحاولة التصدى لهذه الظاهرة من خلال تنفيذ عدد من الأنشطة منها على سبيل المثال :

1. تنظيم حملات توعية للترويج لأهمية الطاقة البديلة وإصدار منشورات دورية متخصصة.
2. استخدام الوسائل التكنولوجية من أفلام تعليمية وأفلام فيديو وشرائط تعليمية فى المناهج والأنشطة التعليمية الصفية و اللاصفية .
3. تفعيل المسرح المجتمعى لتناول قضايا التغيرات المناخية.
4. انشاء وتفعيل صفحات على فيس بوك وتويتر.
5. تفعيل الصحافة المجتمعية مثل النشرات وصحف الحائط.
6. المحاضرات والندوات والمسابقات والإحتفالات الموسمية..
7. تأسیس نواد بيئية للأطفال والشباب، وعمل برامج للتعريف بمفاهيم الطاقة وقضايا البيئة والمناخ.
8. و غيرها من الأنشطة المختلفة و المتعددة..

وفى نهاية الجلسة تم فتح باب التساؤلات و الاستفسارات حول موضوع الجلسة و الاجابة على كل الأسئلة.